شعب مهزوم بنخبه
يمنات
أحمد سيف حاشد
البعض يهرب إلى الجنوب العربي ويحن للاستعمار البريطاني..
البعض يهرب إلى عهد صالح..
وآخرون يريدون أن يستعيدون التشطير والمجد الضائع..
هناك من يريد أن يذهب إلى عهد الخلفاء الراشدين والخلافة ليستجلب نموذجه، ويكتسب منه وجوده وشرعيته..
وبعض آخر يهرب إلى علي بن أبي طالب والحسن والحسين والولاية ليستعيد ولايته..
وبعضنا يذهب إلى حمير والقومية اليمنية وعهد الأقيال في مواجهة العصبيات الأخرى كانت قرشية أو هاشمية..
العصبيات قاتلة بأي لبس كانت..
المهزومين يحبون أن يخوضون معارك الحاضر والمستقبل بالعودة إلى الماضي..
لا يفكرون بدلف الباب نحو المستقبل، أو هم في طبيعتهم وتكوينهم لا يستطيعون أن يخوضون تحديات الحاضر والمستقبل لأنهم بعض من الماضي ووعيه وتاريخه وتكويناته.. لا يستطيعون قطع الصلة عنه أو التحرر من ربقته..
يستعيضون عن المستقبل والبحث عنه، بالذهاب إلى الماضي والإنكفاء عليه.. يقتاتون منه ويعتاشون على بقاياه..
كل منهم يعود إلى الماضي ليصنع المستقبل الخاص به وفقا لتصوراته..
يعيدون إنتاج الماضي في حاضر يبدو فيه الماضي أكثر مسخا وتشوها وغربة عن العصر والعقل والممكن..
الهروب إلى الماضي ينم عن عجز وهزيمة وفشل من الانتقال إلى المستقبل..
نحن بلا عقل ولا حكمة ولا حيلة ولا أفق..
نحن الأمم المهزومة..
نعيش ديجورنا ونطري عليه بعظيم القول، ونمتدحه بأجمل القصائد..
نحن الوجود الزائف..
نحن المهزومين نعيش عاهاتنا بسعادة لا يعرفها مُنتصر.. نحمل على كواهلنا تاريخ من الدم يفتت أكبر الرواسي رسوخا، ونختال به ونفاخر الأمم..
استلاب بلا حدود ..
ويستمر الحال وبالا..
وبدلا من البحث عن المستقبل، نذهب إلى أدغال الماضي وتاريخ الدم.. نعشقه حتى الثمالة.. نحترب وننتحر من أجله، ونرفض مغادرته حتى وإن عشنا ألف حرب وكارثة..
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520.